جوامع الكلم (1)
لسيدنا و مولانا محمد صلى الله عليه و سلم
"أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله": يعني أصدق الكلام في العالم هو القرآن، و القرآن هو الكتاب أيضا: كما قال تعالى: ذلك الكتاب لا ريب فيه، فيتم انتفاء الريب بقوة براهينه و متانة أحكامه و أساليب بيانه. "و أوثق العرى كلمة التقوى": كلمة التقوى هي كلمة الشهادة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" و تمت إضافتها إلى التقوى لأنها أساس التقوى الحقيقي، و قال صاحب الكشاف: كلمة أهل التقوى، فإذا وحّدت الله استقمت على أمره جلّ و علا، فنتيجة لاستقامتك على أمره، ثبتت هذه الكلمة من أوثق العرى التي تدعوك إلى هذا الدين، و أيضا قال البيهقي في الدلائل "إن أوثق العرى أي أوثق شيء، أمتن شيء يشدك للسعادة الأبدية، يشدك للسلامة، يشدك للفوز بالدنيا و الآخرة كلمة التقوى". "و خير الملل ملة إبراهيم" و من ثم أمره الله عزّ جلّ أن يتّبع نبيّنا ملّة و طريق إبراهيم الخليل عليهما أفضل الصلوات و التسليم قائلا "ثمّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيْمَ حَنِيْفًا، وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِيْنَ. "و خير السنن سنة محمد صلى الله عليه و سلم" و إن كانت قوله أو فعله أو تقريره، فإن سنته هي أهدى و أقوم من كل سنة و طريقة، و قال عليه السلام "تركت فيكم أمرين، لن تضلوا ما تمسكتم بهما، كتاب الله و سنة رسوله"، و قال أيضا "عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضّوا عليها بالنواجذ". "و أشرف الحديث ذكر الله" فإن كل شيء يشرف بمن هو له، فشرف الكتاب من شرف المنزِّل و هو الله عزّ و جلّ، و شرف الحديث من شرف المحدّث، فأشرف الذكر مكانة هو ذكر الله، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم " مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِيْ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتْلُوْنَ كِتابَ الله و يَتَدَارَسُوْنَه بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِيْنَةُ، وَ غَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، و حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَ ذَكَرَهُمُ اللهُ فِيْمَنْ عِنْدَه". "و أحسن القصص هذا القرآن" فالقصة بالفعل ممتعة جذابة شيّقة، لأن القصص تشمل أشخاصا يتحركون، و حوادث تحدث، و تحليلات تذكر، و دوافع و صراعات و بيئة لكن من أحسن و أشرف و أفضل قصة تقرؤها هي القرآن الكريم. "و خير الأمور عوازمها" عوازم الأمر يعني فرائضه و كل ما لزم و جدّ أي كل ما أمر الله في القرآن الكريم و يتطلّب الوجوب هو من عوازم الأمر أي من الفرائض مثل الصلوة و الصيام و الزكاة و ما إلى ذلك من فرائض أخرى. "و شر الأمور محدثاتها" يعني كل ما لم يتم ثبوته و العثور عليه في الكتاب أو السنة أو الإجماع. "و أحسن الهدي هدي الأنبياء" خير السيرة و الطريقة هي سيرة الأنبياء لأن الله تولى هدايتهم وفأدّبهم وعصمهم عن الضلال و الإضلال، و اللام في الهدي للاستغراق. "و أشرف الموت قتل الشهداء" قَتْل هنَا مصدر الفعل المجهول من قُتِلَ يُقْتَلُ، فالشهيد قد قدّم أثمن ما كان يملك لإعلاء كلمة الله تعالى، لذا قال سبحانه و تعالى "وَ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِيْنَ قُتِلُوْا فِيْ سَبِيْلِ اللهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُوْنَ. "و أعمى العمى الضلالة بعد الهدى" الكفر بعد الإسلام و هو العمى في الحقيقة، و هو بالتدريج فيأخذ الرجل الدين من طرق غير موثوقة، فتلتبس عليه البدعة بالسنة، و الحقيقة بالوهم، و ما يجوز بما لا يجوز، فإذا انسحب من الطريقة الصحيحة و ابتعد عن الدين الحقيقي ضلّ ضلالا بعيدا. "و خيرالعلم ما نفع" فالعلم حجة لك أو عليك، تعلموا ما شئتم، فو الله لن تؤجروا حتى تعملوا بما علمتم. "و خير الهدى ما اتبع" بناء على الفعل المجهول "اتُّبِعَ" يعني الهدى الذي اقتدي به، فعلينا أن نهتم بنشر العلم الصحيح، و التمسك بالطريق القويم. "و شر العمى عمى القلب" عمى القلوب أشدّ من عمى الأبصار في الحقيقة، فقال تعالى: "فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوْبُ الَّتِيْ فِيْ الصُّدُوْرِ" لأنه يزيل نور الإيمان، و يتسبب في الغفلة عن الله و الحياة الأخروية. "و اليد العليا خير من اليد السفلى" هنا تحريض على الإنفاق في سبيل الله و في عون المحتاجين، و على عدم السؤال إذا لم تكن بأمس حاجة. "و ما قلّ و كفى خير مما كثر و ألهى" قلّ يعني في هذه الدنيا، و كفى يعني للمؤنة و المعيشة بها، خير من كل ما يلهي من استكثار المال، فإنه يتسبب في الهموم و زيادة الحرص و قساوة القلب، و ينسي القبر و الحشر، فقال تعالى: "أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ، حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ". "و شر المعذرة حين يحضر الموت" يعنى حين الغرغرة، كما قال تعالى: "و لَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِيْنَ يَعْمَلُوْنَ السَّيِّئَاتِ، حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّيْ تُبْتُ الْآنَ" فلا تفيده التوبة عندما عاين ملك الموت، فلا تتب إلا و أنت صحيح قوي حي. "و شر الندامة يوم القيامة" فيؤتى بكل ما تصنع في الدنيا و لا يفيدك و لا ينفعك أي شيء بعد فوات الأوان. "و من الناس من لا يأتي الصلاة إلا دبرا" بعد فوات الوقت أو متأخرا، كما قال تعالى: "وَ لَا يَأْتُوْنَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَ هُمْ كُسَالَى وَ لَا يُنْفِقُوْنَ إِلّا وَ هُمْ كَارِهُوْنَ". "و منهم من لا يذكر الله إلا هجرا" يعني يذكر الله و لكن قلبه يهجر لسانه، فلا يوجد ارتباط الإخلاص لله بينهما، و إن كان اللسان ذاكرا و لكن قلبه ساهيا غافلا في الحقيقة، فقال تعالى: يُرَاؤُوْنَ النَّاسَ وَ لَا يَذْكُرُوْنَ اللهَ إِلّا قَلِيْلًا". "و أعظم الخطايا اللسان الكذوب" يعني اللسان الذي تعوّد الكذب فيتكرر كذبه عمدا أو خطأ إزاء تعوّده، فلا يرتكب حينئذ إلا الكبائر من البهتان و القذف و شهادة الزور و حتى الكفر في بعض الأحيان فيوقع صاحبه في ورطة، فقال زهير بن أب سلمى:
لسان الفتى نصف و نصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم و الدم.
"و خير الغنى غنى النفس" قد يكون عند الإنسان مال قارون و لكن هو فقير في الحقيقة ما كان غني القلب، قال عليه السلام: "إن اللهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الخَفِيَّ" يعني غنيَّ القلب، و قال أبو فراس الحمداني:
إنَّ الغنيّ هو الغنيّ بنفسه و لو أنّه عاري المناكب حاف.
"و خير الزاد التقوى" يعني زاد إلى الحياة الأخروية، قال تعالى: "و تزوّدوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى" فلا يدخل معك في القبر إلا زادك للآخرة، و هو الأعمال الصالحات في الحياة الدنيا. "و رأس الحكمة مخافة الله" تبين أن بين مخافة الله و الحكمة علاقة قوية مترابطة، فباب الحكمة مفتوح على كل من يخافه و مسدود على كل من لا يخافه، قال الله عزّ و جلّ في الحديث القدسي "يا موسى خف ثلاثا، خفني، و خف نفسك، و خف من لا يخافني" "و خير ما وقر في القلوب اليقين" اليقين بالله ربا و محمد رسولا صادقا و اليقين بالجنة و النار، و وعد الله و وعيده، إذا رسخ اليقين في القلب و ثبت اهتدى إلى الصراط القويم و إلا يتردد مثل قلوب الملحدين المرتدين. "و الارتياب من الكفر" الارتياب من الريب و هو الشك في كل ما جاء به الرسول عليه السلام بأمر الله تعالى. "و النياحة من عمل الجاهلية" فالبكاء على الميت بصياح و عويل، و بضرب الصدر و كسر أسورة و قول الهراءات، كل منها حرام بعد مجيء الإسلام. "و الغلول من جثاء جهنم" الغلول هي الخيانة الخفية، و إن كان شريكا أخذ مالا في غفلة عن شريكه، أو قام بعقد صفقة بنفسه خارج الشركة باسم الشركة، جثاء هو جماعة، و في رواية القضاعي " من جمر جهنم". "و الكنز كي من النار" الكنز هو المال المدفون في الأرض، و المال المدخر أيضا و إن كان في حسابك للبنك أو في الخزانات، و المراد به عدم إيتاء الزكاة، فكل مال مدخر لم تؤد زكاته هو كي من النار، قال تعالى: "و الَّذِيْنَ يَكْنِزُوْنَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لَا يُنْفِقُوْنَهَا فِيْ سَبِيْلِ اللهِ، فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيْمٍ". "و الشعر من مزامير إبليس" المراد به الشعر المحرم الداعي إلى الكفر أو الشرك بالله عزّ و جلّ أو الشعر للمديح كذبا أو الشعر للهجاء ظلما و ما إلى ذلك. "و الخمر جُمّاع الإثم" جمّاع هو مجتمع أصل كل شيء، فلعن الله كل من يشرب الخمر و باعها و اشتراها و حملها و عصرها كما ظهر بنص الحديث الشريف. "و النساء حبالة الشيطان" أي مصائد الشيطان، فقال سليمان عليه الصلوة و السلام " امش وراء الأسد و لا تمش وراء المرأة"، و سمع عمر رضي الله عنه امرأة تقول
إن النساء رياحين خلقن لكم و كلكم يشتهي شم الرياحين
فقال عمر رضي الله عنه:
إن النساء شياطين خلقن لنا نعوذ بالله من شر الشياطين
و قال الحكماء: إياكم و مخالطة النساء، فإن لحظات المرأء سهم، و لفظها سم. "و الشباب شعبة من الجنون" فالشباب يتسبب في الميل إلى الشهوات بتسرع و لكن هذا هو الشباب الذي يستفاد به في الخير و السعادة، قال تعالى: إنهم فتية آمنوا بربهم و زدناهم هدى
قال عليه السلام: ما بعث الله نبيا إلا شابا، و لاأوتي العلم عالم إلا و هو شاب، ثم تلا "قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم"
قال أبو العتاهية:
بكيت على الشباب بدمع عيني فم يغن البكاء و لا النحيب
فيا ليت الشباب
يعود يوما فأخبره
بما فعل المشِيبُ.
"و شر المكاسب كسب الربا" فيدمّر الربا مجتمعات إنسانية بكاملها لذا قال تعالى: "أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَ حَرَّمَ الرِّبَا". "و شر المأكل مال اليتيم" المراد هنا أكل ماله ظلما، كما قال تعالى: "إِنَّ الَّذِيْنَ يَأْكُلُوْنَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُوْنَ فِيْ بُطُوْنِهِمْ نَارًا، وَ سَيَصْلَوْنَ سَعِيْرًا". "و السعيد من وعظ بغيره" وعظ بالبناء للمجهول، فالسعيد من رآى أفعال غيره، فأخذ ما من حسناتها و ترك ما من سيئاتها، وقال صفي الدين الحلي:
و أغزر الناس عقلا من إذا نظرت عيناه أمرا غدا بالغير معتبرا.
"و الشقيّ من شقي في بطن أمه" فالسعيد و الشقي سواء في القدر، لا يستطيع السعيد أن يحصل بنفسه على السعادة لما قُدّر، و لا الشقي أن يبدّل شقاوته لما قدّر، فقال ابن الكمال: معنى الحديث أن السعيد مقدر سعادته و هو في بطن أمه، و الشقي مقدر شقاوته و هو في بطن أمه". "و إنما يصير أحدكم إلى موضع أربع أذرع" و هو اللحد، فعجبا لمن أيقن بالموت و يضحك و يطمئن و ينسى الآخرة. "و الأمر بآخرته" أي الأعمال بخواتيمها، "و ملاك العمل خواتمه" بكسر الميم و فتحها، أي خلاصة العمل هي موقوفة على سلامة العاقبة. "و شر الروايا روايا الكذب" روايا جمع راوية و التاء للمبالغة، يعني شر الناقلين ناقلو الكذب. "و كل ما هو آت قريب" يعنى من القيامة و الحشر و النشر، قال تعالى: "إِنَّهُمْ يَرَوْنَه بَعِيْدًا، وَ نَرَاهُ قَرِيْبًا" و قال قس بن ساعدة: و كل ما هو آت آت، فالجاهل يراه بعيد لعمى قلبه و المؤمن قريبا بنور إيمانه. "و سباب المؤمن فسوق" سباب بكسر السين أي شتمه فسوق أي فسق. "و قتال المؤمن كفر" يعني بغير حق. "و أكل لحمه من معصية الله" أكل اللحم هو الاغتياب، فنهانا الله عنه " لَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيْهِ مَيْتًا. "و حرمة ماله كحرمة دمه" قال عليه السلام في خطبته يوم النحر بمنى في حجة الوداع: إنّ دماءكم و أموالكم و أعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلغت، متفق عليه، فأخذ المال بغير حق حرام كما لا يجوز سفك الدماء بغير حق.
"و من يتأل على الله يكذّبه" مثلا يقول رجل، و الله لن أموت إلا بعد مدة طويلة، لأنني أهتم بممارسة الرياضة البدنية و لا أدخن و لا أشرب النشويات أو المسكرات، و لا أعبأ بعوائق الدهر و بوائقه، ثم فجأة أنشبت المنية أظفارها، فلا علينا أن نتألّ على الله عزّ و جل. "و من يغفر يغفر الله له" أي من ستر على أخيه ستر الله على ذنوبه، قال تعالى: "وَ لَمَنْ صَبَرَ وَ غَفَرَ، إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُوْرِ". "و من يعف يعف الله عنه" عن الجاني عليه، فقال تعالى: فَمَنْ عَفَا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُه عَلَى اللهِ. "ومن يكظم الغيظ يأجره الله" الغيظ هو سورة الغضب، أي يسدّ باب الغيظ مع أن له مقدرة على إنفاذه، و قال تعالى: "وَ الْكَاظِمِيْنَ الْغَيْظَ وَ الْعَافِيْنَ عَنِ النَّاسِ". "و من يصبر على الرزيّة يعوّضه الله" رزيّة هي مصيبة عظيمة، فمن يصبر احتسابا لله و طالبا للأجر منه. "و من يتبع السمعة يسمّع الله به" سمعة بضم السين هي الصيت و الشهرة، يعني يخزي الله و يفضح كل من يرائي بأعماله. "و من يصبر يضعّف الله له" يعني يؤتي الله الأجر أضعافا مضعفة لكل من يتعوّد بالصبر، قال صلاح الدين بن أيبك الصفدي:
و اصبر على كل ما يأتي الزمان به صبر الحسام بكف الدارع البطل.
"و من يعص الله يعذّبه الله" فمعصية الله هي الداعية إلى الخسران أيضا كما قال الشافعي رحمه الله تعالى:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأوصاني إلى ترك المعاصي
فإن العلم نور من إله و نور الله لا يُعطى لعاصِ.
"اللهم اغفر لي و لأمتي، اللهم اغفر لي و لأمتي، اللهم اغفر لي و لأمتي" اهتم نبينا و مولانا محمد عليه أفضل الصلوات و التسليم بترداد تلك الكلمات ثلاث مرات، فالترداد و الإلحاح في الدعاء هو محبوب عند الله. "أستغفر الله لي و لكم" تبين هنا أن الإنسان يجدر به أن يبدأ الاستغفار و التوبة بنفسه أولا، ثم الآخرين ثانيا.
المفردات
عروة: أخذت الإبريق من عروته | بينهما عروة وثقى | و من كفر بالطاغوت فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها
أصدق: و من أصدق من الله قيلا
وثِق يثِق ثقة: ائتمن
وثُق يوثُق وثاقة: قوي و ثبت و صار محكما
شرَف يشرُف شُروف : كبر الحيوان سنا، أسَنَّ
شرُف شرَف : علا، و صار ذا شرَف و مكانة و منزلة
قصة قِصص: قصّة خيالية گڑھی ہوئ کہانی
قصة أسطورية دیومالائ داستان، من گڑھت افسانہ
قصة بوليسية جاسوسی کہانی
قصة طويلة ناول
قصة قصيرة افسانہ
قصة هزلية مزاحیہ افسانہ
قَصص: قصّ يقُص قَصَص : حكا و روى
عازِم : أمر عازم أي معزوم عليه : حوصله والا كام، مقاومة الذل أمر عازم
قال الشاعر: إذا هم لم تردع عزيمة همة
و لم يأت ما يأتي من الأمر هائبا
قال تعالى: فإذا عزمت فتوكل على الله
عزم الأمر: جدَّ و لزِمَ، قال تعالى: فإذا عزم الأمرُ فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم.
محدثة محدثات: كل ما لم يتم ثبوته في القرآن و السنة
عمِي : عمي الرجلُ : بحّ في الباطل أي ضل و غوى
عمِي الشيخ: ذهب بصرُه كله ( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها، فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور (الآية)
عمي عليه الأمر: التبس و خفي: فعميت عليهم الأنباء يومئذ فهم لا يتساءلون (الآية)
عمي عنه طريقة: لم يهتد إليه، ضلّ
ألهى يلهي : في بيوت أذن الله أن ترفع........ رجال تلهيهم تجارة.......
الندامة: قال النبي صلى الله عليه و سلم: النّدَمُ توبة، قال تعالى : فعقروها فأصبحوا نادمين،
قال عمر بن الخطاب: "ما ندمتُ على سكوتي مرّةً، لكنّني ندمتُ على الكلام مرارا"
قد ندمت على الكلام و لم أندم على السكوت
دبر: دبر الصلاة أي آخرها
دبر البيت أي زاويته و مؤخّرته
ولَّى دبره : أي ولّى ظهره، هي كناية عن الهرب و الفِرار و الانهزام
قال صلى الله عليه و سلم: لا تدابروا و لا تقاطعوا
هُجر: الهذيان و القبيح من القول، صمَمت عن سماع هجر القول
هَجْر: ترْك ، قال صلى الله عليه و سلّم، أحبّ الأعمال إلى الله أدومها و إن قلّ
تشبيه مؤكّد (بليغ): ما حذفت منه أداة التشبيه، نحو الجواد في السرعة برق خاطف، و العالم سراج أمته في الهداية و تبديد الظلام،
قال المتنبي: إذا نلت منك الود فالمال هين
و كل الذي فوق التراب تراب
غنى: قال أبو فراس الحمداني
إن الغني هو الغني بنفسه
و لو أنه عاري المناكب حاف
رأس: أعلى الشيء، رأس القوم أي سيّده، رأس الجبل أي قمّته و أعلاه نحو صعدت رأس الجبل.
رأس الفتنة أي أساسها، رأس الفساد أي أول المتورطين فيه.
وقَر يقِر وقْر : وقع و بقي أثره نحو: وقر في قلبي حديثك
و قُر يَوقُر وقار: رزُن و ثبت:
ناح ينوح نوح و نِياح: بكى بصُياح و عَوِيل، ناحت المرأة الميّتَ،
ناحت الحمامة (نُواح): سجعت و هدَلت أي ردّدت صوتها
قال الشاعر: أقول و قد ناحت بقربي حمامة
أيا جارتا لو تشعرين بحالي
غلّ يغُلّ غُلول: خان في مَغنَم و غيره، قال تعالى: وَ مَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (الآية)
غلّ يغِلُّ غليل: كان ذا حِقد وَ ضِغْن
جثوة بالتثليث: حجارة متجمعة من تراب كالقبر: فإذا لم نجد حجرا جمعنا جَثوةً من تراب (الحديث) (لسان العرب)
جَثاء و جُثاء: الجزاء و القَدْر و الزُّهاء، جُثاء القوم أي زُهاءهم
كنز: المال المدفون في الأرض، المال المدّخَر، قال تعالى: هذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ، فَذُوْقُوْا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُوْن.
و قال في موضع آخر: وَ الّذِيْنَ يَكْنِزُوْنَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لَا يُنْفِقُوْنَهَا فِيْ سَبِيْلِ اللهِ، فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيْم.
جُمَّاع و جِماع، من كل شيء: مجتمع أصله، و كلّ ما اجتمع و انضمّ بعضه إلى بعض
جُمَّاعُ الناس: أخلاطهم
جمّاع الجسد: الرّأس
حِبالة حبالات و حبائل: المِصيَدة: نصبوا في الليل حبالة للذئب
شَباب: فُتُوّة: هو في ريعان الشباب أي ما بعد مرحلة الطفولة، عنفوان الشباب،
قال تعالى عن أصحاب الكهف: إنهم فتية آمنوا بربهم و زدناهم هدى
قال عليه السلام: ما بعث الله نبيا إلا شابا، و لاأوتي العلم عالم إلا و هو شاب، ثم تلا "قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم"
قال أبو العتاهية:
بكيت على الشباب بدمع عيني فم يغن البكاء و لا النحيب
فيا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشِيبُ
شباب الشيءِ: أوّله: أتجول في شباب النهار كل يوم، سأدفع الرسوم في شباب الشهر إن شاء الله
شعبة: الحياء شعبة من الإيمان (الحديث)
جَنَّ يَجُنُّ جَنّ وِ جِنّ وَ جُنُوْن: ستر و وَارى: جَنّت المرأة وجهها
جَنّ اللّيلُ: أظلم، اشتدّ ظلامُه، فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَبًا، قَالَ هذا رَبِّيْ (الآية)
مَكسب مكاسب: ما يُكسب أو يجمع من المال أو يُربح
قال الشاعر: و لا أنا راض إن توالت مكاسبي
إذا لم تكن بالعِزِّ تلك المكاسبُ
كسْب: الْجمع و الربح، كسْبُ المعرفة يتطلب مثابرة و جهدا، كان كسبه وفيرا هذا العام
ربا: الفضل و الزيادة، الربا هو كسب بدون مقابل مادّيّ و فيه معنى الغصْب: أحل الله البيع و حرّم الربا ( الآية)
وعظ بغيره: كما قال الشاعر بالكلمات الأخرى: و أغزر الناس عقلا من إذا نظرت عيناه أمرا غد بالغير معتبرا
شقيّ: ضالّ غير المهتدي، تعِس، و تعيس غير سعيد
مَلاك و مِلاك: قِوامُ الأمر و نظامه و خلاصته و عنصره الجوهري: القلب ملاك الجسد
سابّ يُسابّ مسابّة و سِباب: شاتم و خاصم
حرمة: قال عليه السلام في خطبته يوم النحر بمنى في حجة الوداع: إنّ دماءكم و أموالكم و أعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلّغت. متفق عليه
غفر : ولمن صبر و غفر، إن ذلك لمن عزم الأمور
كظم يكظِم كَظْم: سدّ، أغلق: كظم مجرى الماء أي سدّه، كظم النهر
كظم الباب: أغلق
كظم الإناء: ملأه و سدّ فاه
كظم الغيظ: حبسه و أمسك على ما في نفسه عنه: و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس (الآية)
غيظ: سورة الغضب أو أشدّه: شعر بالغيظ أي بشدة الغضب: و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس (الآية)
رزيّة و رزيئة رزايا: مصيبة عظيمة، تتوالى علي الرزايا منذ مدة طويلة
(1) جوامع الكلم هي أحاديث نبوية متميزة في إيجازها بقلة الألفاظ و غزارة المعاني، يتجلى فيها أروع صور الأدب الحقيقي للحياة الإنسانية، أدب خص بالدين و أدب خص باللغة.
و ما هذه الميزة إلا من مفاخر سيدنا و مولانا محمد صلى الله عليه و سلم، إذ يتميز عليه السلام و يتفوق على جميع الأنبياء و المرسلين، بل على البشرية جمعاء، و بذلك يقول عليه أفضل الصلوات و السلام " أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي، كان كل نبي يبعث في قومه، و بعثت إلى كل أحمر و أسود، و أحلت لي الغنائم، و جعلت لي الأرض طيبة و طهورا، و نصرت بالرعب بين يدي مسيرة شهر، و أوتيت جوامع الكلم".
و قد أخذها علماء البلاغة و البيان بعين الاعتبار و الكثير من العناية، كما وصفها أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ و هو بنفسه بحر في الأدب و البلاغة.
" هو الكلام الذي قلّ عدد حروفه، و كثر عدد معانيه، و جل عن الصَّنعة، و نزّه عن التكلّف، كما قال تعالى عن لسان النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم في القرآن المجيد، (و ما أنا من المتكلفين)
ينبغي لكل من له حتى نصيب من الأدب للدين و اللغة أن يهتم بوعيها اهتماما بالغا.