التكنولوجيا
(1)
بقلم ريحان الندوي
نظرة على أهمية التكنولوجيا
لا يخفى على أحد أن التكنولوجيا لها أهمية كبيرة و مكانة مرموقة و حاجة ماسة في مختلف المجالات، و إنها إحدى وسائل قامت بتسهيل الحياة على نطاق واسع، و بتوسيع فكرات العلماء بشكل كبير، و ربطت ناحية العالم بناحية أخرى، و لعبت دورا هاما على صعيد عالمي، فهذه هي من أفضل الوسائل التي ما زالت و لا تزال توفر لنا فوائد عديدة، و أتت بتسهيلات مديدة و إن كانت هذه الفوائد و التسهيلات تتعلق بحياة سائر الناس على مستوى عالمي أو بحياتهم الشخصية على مستوى ذاتي، و لها مساهمة هائلة في تحقيق المتطلبات و إنجاز المقتضيات في شتى المجالات.
إذًا فما التكنولوجيا؟ و ما هو تعريفها و سعتها؟
- التكنولوجيا هي كلمة معربة مستخرجة من كلمة ذات أصل يوناني، تتكوّن من كلمتين و هما تكنو Techno في معنى مهارة أو فن، و لوجي Logy في معنى علم أو دراسة، فتكنولوجيا هي مهارة و فن للعلم و الدراسة و التطبيق
- أما تعريفها: فهي عملية شاملة تقوم بتطبيق العلوم و المعارف بشكل منظّم في عدّة ميادين، لإنجاز أغراض و حاجيات ذات قيمة عمليّة حيال مصالح المجتمعات، و تم تعريفها أيضا بأنها الاستخدام الأمثل للمعرفة العلميّة و تطويعها لخدمة الإنسان و رفاهيته
- أمّا ما شاع بين الناس أن التكنولوجيا هو استخدام الحواسيب و الجوّالات و الأجهزة الحديثة فحسب، فليس ذلك إلا نتيجة ضيق النظر وعدم اتساع مستوى فكري، و لكن الحقيقة عكس ذلك، و هو أن التكنولوجيا وسيلة للتفكير في حل المشكلات و للحصول على المعارف و المعلومات، و هي فرع من فروع المعارف و طريقة لإنجاز مهام من خلال استخدام الوسائل التقنية.
- فالتكنولوجيا مصطلح واسع يشير إلى القطع الأثرية التي أنشأها البشر ، مثل الآلات ، والطرقات المستخدمة لإنشاء تلك القطع الأثرية على نطاق أوسع ، من الممكن استخدام الكلمة للإشارة إلى طريقة عمل شيء ما أو وسيلة تنظيم.
- هنا كثير من مراحل التكنولوجيا في الحياة البشرية مثل تكنولوجيا الحجر و المباني و القوة بواسطة النار في الزمن القديم، ثم المعدّات و الأسلحة، ثم الإنتاج و التصنيع، ثم النحاس و البرونز، ثم المستحدثات الميكانيكية، ثم تكنولوجيا التوصيل و التواصل، و كذلك تكنولوجيا العسكرة، ثم محركات البخار، ثم التعدين و التنجيم، ثم تكنولوجيا الطاقة و الكهرباء و البنزين و تصنيع المنتجات بالحديد و الفولاذ بشكل كبير، و ما إلى ذلك من أنواع مختلفة للتكنولوجيا.
فهيا بنا نقرأ بشكل موجز و نلق نظرة خاطفة على مجالات التكنولوجيا:
مجال الاتصالات و الشبكات
التكنولوجيا هي من وسائل مهمة لتعزيز العلاقات و تسهيل التواصل بين بلاد مع بلدان أخرى، و بين الناس من ناحية في العالم إلى أخرى، حيث ساهمت بفعالية عظيمة في أن جعلت العالم قرية صغيرة، تنجلي أهميتها بمجرد القيام ببعض العمليات، فما عليك هو مجرد النقرة للاتصال بأي شخص أينما كان في العالم فيسهل الوصول إلى أن تقوم بأمور مهمة شخصيةً كانت أم مهنية من خلال هذه الطريقة، و أيضا ما عليك هو فقط النقرة على زر الطلب عبر الإنترنت فالمنتجات المطلوبة عندك على عتبة بابك في أسرع وقت ممكن، ولا يمكن هذا إلا عبر شبكة الإنترنت،
حتى تتمكن من حجز منتجات البلدان الأجنبية و الحصول عليها عبر البريد الإلكتروني، و لا يمكن ذلك كله إلا بفضل تكنولوجيا الاتصالات و شبكة الانترنت، حتى أصبح العالم قرية صغيرة، بفضل هذه التكنولوجيا يمكن لك أن تستهلكوا الكثير من بيانات الإنترنت في حل وترحال، حتى يتيسر لك العثور على أخبار و أحداث و معلومات بمجرد النقرة على زر واحد في جهازك.
مجال أمن إلكتروني
كلما وجد أمن في العالم، واجهته مخاطر كبيرة و مخاوف خطيرة، فكل دولة في الأيام الراهنة كأنها عرضة لدول أخرى أو على خطر من قبل متسللين لتلك البلدان، و هي تخاف أن لا تقع فريسة لورطة تلك البلدان و متسلليها، و هي أيضا على خطر و مخافة أن يسرقوا بياناتها الرسمية و يتدخلوا في خصوصيتها، و هذا الخطر يدعو إلى بيانات عسكرية بوجه خاص، وحديثا تستخدم معظم البلدان أسلحة إلكترونية في محاربة دول أخرى، و كذلك تستخدم معظم البلدان الطائرات بدون الطيار للمهاجمة، و أيضا كامرات الطائرات بدون طيار للتجسس و العثور على معلومات سرية في ضوء تكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى ذلك تكثر في استخدام أجهزة الاتصالات اللاسلكية للإخبار بأي خطر عن بعد.
فالولايات المتحدة الأمريكية لها الهيمنة الأكثر عسكرية واقتصادا على العالم كله، و كما أن لروسيا و الولايات المتحدة و فرنسا و المملكة المتحدة و الصين رؤوس حربية و قوة لإطلاق الصواريخ التي يمكن لها قذفها على أي مكان تشاء.
مجال برامج إلكتروني
هذا المجال أوسع نطاقا و أهم خطورة في نفسه، حيث أن التكنولوجيا تمهّد لنا الطرقات للتسويق عبر الإنترنت بشكل أسرع و أبسط، و تسهّل الأعمال اليوميّة شخصيةً كانت أم مهنيّة، و تساهم في ترقية كفاءة العمل و تسريع عمليته و تسهيله بشكل كبير، و هنا عديد من البرامج الحاسوبية والتطبيقات الهاتفيّة التي تمدّ إلينا أياديها لتسهيل المعاملات المالية من حسبان رواتب الموظفين، أو دفع فواتير و ما إلى ذلك من العمليات العديدة المهمة.
من المعلوم لدى جميع النّاس أن شخصا وحيدا يمكنه أن ينشئ برنامجه أو تطبيقه و يستخدم للحصول على ما يريد من مطالبه و أغراضه، و أيضا يمكن أن يأتي بالبرامج فقط للترفيه، فلا خسارة له فيه، لا خسارة بوجه خاص في هذا الزمن الذي نعيش فيه، لأن له فرصة للقيام بإنشاء برامج الألعاب و الرياضة و الدراسة و حتى برامج الترفيه و كذلك التطبيقات، ثم يقوم بعرض تلك التطبيقات و البرامج على شركات عالمية، أو يحمّلها على الإنترنت فيكسب الصيت و المال معا، ويمكن أن يحمي بها حاسوبه الشخصي من البرمجيات الخبيثة و التصيد و الملفات المشبوهة و أيضا يهتم بالحماية من الأنشطة المشبوهة و جميع أنواع الفيروسات الضارة لخصوصيته.
تلعب التكنولوجيا دورا هاما في القيام بأمور جدية متعلقة بخصوصية بلاد أو شخص، فتستخدم البلدان برامج تقنية و إلكترونية لأغراض أمنية مخافة أن تواجه أخطارا هائلة من أي بلاد من بلدان أخرى، و كذلك الأباطرة و الأثرياء يستهلكون هذه البرامج للحفاظ على أموالهم و ثروتهم، ولترقية تجارتهم من خلال هذه البرامج التقنية، و تنفيذ العقود عبر هذه البرامج الإلكترونية.
كما ظهر واتضح أن من أرفع البلدان مرتبة بصفة عامة في تكنولوجيا المعلومات هي اليابان و الصين و كوريا الجنوبية و لها خبرات باهرة على صعيد عالمي و سيطرة و يد قوية في مجال المعلومات التي تتعلق بالتكنوجيا الحديثة.
مجال فضاء و فلك
هذه تكنولوجيا تتعلق بدخول الأشخاص و عملية استردادهم من الفضاء، فقام الإنسان منذ زمن قديم بالاهتمام بعلوم الفضاء حتى تدرّجت هذه العلوم إلى التطوّر و الرقيّ و وصلت إلى ما هي بحاجة ماسة إلى التنبؤ الجويّ و الاستشعار عن بعد و استهلاك بعض وسائل الاتصالات بعيدة المدى بشكل منظم.
الحواسيب و أنظمة القياس تبلي بلاء حسنا في قيادة التقنيات الحديثة، و أيضا في مجال الفضاء، لمعززات الفضاء و المركبات الفضائية دور هام لا تجحد أهميته و لا تنكر قيمه، كما أن كثيرا من الناس يستخدمون البرامج لتحكم المركبات الفضائية و الصواريخ، و التطبيقات التي تساعد في مراقبة المرضى عن بعد، و يستفيدون من علوم الفضاء للعثور على حالات الطرق بفضل قمر صناعي.
اهتمّ الانسان بالعلوم الفضائيّة اهتماما بالغا يحذو حذوا جديدا، وذلك من خلال إطلاق الصواريخ العديدة على مراحل زمنية متباعدة إلى حدّ ما من قبل جهات رسميّة في الدول العظمى.
إلى الاستمرار...............
الملاحظة: سنستوعب مجالات التكنولوجيا المتبقية في المقالات القادمة
المراجع: